الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الطبقات الكبرى **
واسمه سهيل زاد الركب بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن جذيمة بن علقمة جذل الطعان بن فراس بن غنم بن مالك بن كنانة تزوجها أبو سلمة واسمه عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وهاجر بها إلى أرض الحبشة في الهجرتين جميعا فولدت له هناك زينب بنت أبي سلمة وولدت له بعد ذلك سلمة وعمر ودرة بني أبي سلمة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عمر بن عثمان عن عبد الملك بن عبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع عن عمر بن أبي سلمة قال خرج أبي إلى أحد فرماه أبو سلمة الجشمي في عضده بسهم فمكث شهرا يداوي جرحه ثم بريء الجرح وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي إلى قطن في المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا فغاب تسعا وعشرين ليلة ثم رجع فدخل المدينة لثمان خلون من صفر سنة أربع والجرح منتقض فمات منه لثمان خلون من جمادي الآخرة سنة أربع من الهجرة فاعتدت أمي وحلت لعشر بقين من شوال سنة أربع فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليال بقين من شوال سنة أربع وتوفيت في ذي القعدة سنة تسع وخمسين أخبرنا محمد بن عمر حدثنا مجمع بن يعقوب عن أبي بكر بن محمد بن عمر عن أبي سلمة عن أبيه عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها إذا أصابتك مصيبة فقولي اللهم اعطني أجر مصيبتي واخلفني خيرا منها فعجل فقلتها يوم توفي أبو سلمة ثم قلت ومن لي مثل أبي سلمة فعجل الله لي الخلف خيرا من أبي سلمة أخبرنا يزيد بن هارون عن عبد الملك بن قدامة الجمحي قال حدثني أبي عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي سلمة أنه حدثها أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يصاب بمصيبة فيفزع إلى ما أمره الله به من قول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرني في مصيبتي هذه وعوضني منها خيرا منها إلا آجره في مصيبته وكان قمنا أن يعوضه الله منها خيرا منها فلما هلك أبو سلمة ذكرت الذي حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرني في مصيبتي وعضني منها خيرا منها ثم قلت إني أعاض خيرا من أبي سلمة قالت فقد عاضني خيرا من أبي سلمة وأنا أرجو أن يكون الله قد آجرني في مصيبتي أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عاصم الأحول عن زياد بن أبي مريم قال قالت أم سلمة لأبي سلمة بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنة وهي من أهل الجنة ثم لم تزوج بعده إلا جمع الله بينهما في الجنة وكذلك إذا ماتت المرأة وبقي الرجل بعدها فتعال أعاهدك ألا تزوج بعدي ولا أتزوج بعدك قال أتطيعيني قلت ما استأمرتك إلا وأنا أريد أن أطيعك قال فإذا مت فتزوجي ثم قال اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني لا يحزنها ولا يؤذيها قال فلما مات أبو سلمة قلت من هذا الفتى الذي هو خير لي من أبي سلمة فلبثت ما لبثت ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام على الباب فذكر الخطبة إلى بن أخيها أو إلى ابنها وإلى وليها فقالت أم سلمة أرد على رسول الله أو أتقدم عليه بعيالي قلت ثم جاء الغد فذكر الخطبة فقلت مثل ذلك ثم قالت لوليها إن عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوج فعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها أخبرنا أبو معاوية الضرير وعبيد الله بن موسى قالا حدثنا الأعمش عن شقيق عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضرتم فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات فكيف أقول قال قولي اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه قال أبو معاوية عقبى حسنة وقال عبيد الله عقبى صالحة قال قلت فأعقبني الله خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا معن بن عيسىحدثنا مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أصيب بمصيبة فقال كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرني في مصيبتي وأعقبني خيرا منها فعل الله ذلك به قالت فلما توفي أبو سلمة قلت ومن خير من أبي سلمة ثم قلتها فأعقبها الله رسوله صلى الله عليه وسلم فتزوجها أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم سلمة يعزيها بأبي سلمة فقال اللهم عز حزنها واجبر مصيبتها وأبدلها بها خيرا منها قال فعزى الله حزنها وجبر مصيبتها وأبدلها خيرا منها وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت البناني قال حدثني بن عمر بن أبي سلمة بمنى عن أبيه أن أم سلمة قالت قال أبو سلمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك احتسبت مصيبتي فآجرني فيها وأبدلني بها ما هو خير منها فلما احتضر أبو سلمة قال اللهم اخلفني في أهلي بخير فلما قبض قلت إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك احتسبت مصيبتي فآجرني فيها وأردت أن أقول وأبدلني بها خيرا منها فقلت من خير من أبي سلمة فما زلت حتى قلتها فلما انقضت عدتها خطبها أبو بكر فردته ثم خطبها عمر فردته فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت مرحبا برسول الله وبرسوله أخبر رسول الله أني امرأة غيرى وأني مصبية وأنه ليس أحد من أوليائي شاهد فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أما قولك إني مصبية فإن الله سيكفيك صبيانك وأما قولك إني غيرى فسأدعو الله أن يذهب غيرتك وأما الأولياء فليس أحد منهم شاهد ولا غائب إلا سيرضاني قال قالت يا عمر قم فزوج رسول الله قال رسول الله قال رسول الله أما إني لا أنقصك مما أعطيت أختك فلانة رحيين وجرتين ووسادة من أدم حشوها ليف قال وكان رسول الله يأتيها فإذا جاء أخذت زينب فوضعتها في حجرها لترضعها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حييا كريما يستحيي فيرجع فعل ذلك مرارا ففطن عمار بن ياسر لما تصنع قال فأقبل ذات يوم وجاء عمار وكان أخاها لأمها فدخل عليها فانتشطها من حجرها وقال دعي هذه المقبوحة المشقوحة التي آذيت بها رسول الله فدخل فجعل يقلب بصره في البيت يقول أين زناب ما فعلت زناب قالت جاء عمار فذهب بها قال فبنى رسول الله بأهله ثم قال إن شئت أن أسبع لك سبعت للنساء أخبرنا عبد الله بن نمير حدثنا أبو حيان التيمي عن حبيب بن أبي ثابت قال قالت أم سلمة لما انقضت عدتي من أبي سلمة أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمني بيني وبينه حجاب فخطب إلي نفسي فقلت أي رسول الله وما تريد إلي ما أقول هذا إلا رغبة لك عن نفسي إني امرأة قد أدبر مني سني وإني أم أيتام وأنا امرأة شديدة الغيرة وأنت يا رسول الله تجمع النساء فقال رسول الله فلا يمنعك ذلك أما ما ذكرت من غيرتك فيذهبها الله وأما ما ذكرت من سنك فأنا أكبر منك سنا وأما ما ذكرت من أيتامك فعلى الله وعلى رسوله فأذنت له في نفسي فتزوجني فلما كانت ليلة واعدنا البناء قمت من النهار إلى رحاي وثفالي فوضعتهما وقمت إلى فضلة شعير لأهلي فطحنتها وفضلة من شحم فعصدتها لرسول الله فلما أتانا رسول الله قدم إليه الطعام فأصاب منه وبات تلك الليلة فلما أصبح قال قد أصبح بك على أهلك كرامة ولك عندهم منزلة فإن أحببت أن تكون ليلتك هذه ويومك هذا كان وإن أحببت أن أسبع لك سبعت وإن سبعت لك سبعت لصواحبك قالت يا رسول الله افعل ما أحببت أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب أم سلمة فقال لها فيما يقول فما يمنعك يا أم سلمة قالت في خصال ثلاث أما أنا فكبيرة وأنا مطفل وأنا غيور فقال أما ما ذكرت من الغيرة فندعو الله حتى يذهبه عنك وأما ما ذكرت من الكبر فأنا أكبر منك والطفل إلى الله وإلى رسوله فنكحته فكان يختلف إليها ولا يمسها لأنها ترضع حتى جاء عمار بن ياسر يوما فقال هات هذه الجارية التي شغلت أهل رسول الله فذهب بها فاسترضعها بقباء فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عن الصبية أين زناب قالت امرأة مع أم سلمة قاعدة فأخبرته أن عمارا ذهب بها فاسترضعها قال فإنا قاسمون غدا فجاء الغد وكان عند أهله فلما أراد أن يخرج قال يا أم سلمة إن بك على أهلك كرامة وإني إن سبعت لك وإني لم أسبع لامرأة لي قبلك وإن سبعت لك سبعت لهن أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل قال حدثتني خالتي سكينة بنت حنظلة عن أبي جعفر محمد بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم سلمة حين توفي أبو سلمة فذكر ما أعطاه الله وما قسم له وما فضله فما زال يذكر ذلك ويتحامل على يده حتى أثر الحصير في يده مما يحدثها أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد الأخنسي عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع عن أم سلمة قالت لما خطبني رسول الله قلت إني في خلال لا ينبغي لي أن أتزوج رسول الله إني امرأة مسنة وإني أم أيتام وإني شديدة الغيرة قالت فأرسل إلي رسول الله أما قولك إني امرأة مسنة فأنا أسن منك ولا يعاب على المرأة أن تتزوج أسن منها وأما قولك إني أم أيتام فإن كلهم على الله وعلى رسوله وأما قولك إني شديدة الغيرة فإني أدعو الله أن يذهب ذلك عنك قالت فتزوجني رسول الله فانتقلني فأدخلني بيت زينب بنت خريمة أم المساكين بعد أن ماتت فإذا جرة فاطلعت فيها فإذا فيها شيء من شعير وإذا رحى وبرمة وقدر فنظرت فيها كعب من إهالة قالت فأخذت ذلك الشعير فطحنته ثم عصدته في البرمة وأخذت الكعب من الإهالة فأدمته به قالت فكان ذلك طعام رسول الله وطعام أهله ليلة عرسه أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال دخلت أيم العرب على سيد المسلمين أول العشاء عروسا وقامت من آخر الليل تطحن يعني أم سلمة أخبرنا محمد بن عمر حدثني مجمع بن يعقوب عن أبي بكر بن محمد بن عمر بن أبي سلمة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب أم سلمة إلى ابنها عمر بن أبي سلمة فزوجها رسول الله وهو يومئذ غلام صغير أخبرنا محمد بن عمر ومعن بن عيسى قالا حدثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه قال لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم سلمة قال لها حين أصبح ليس بك على أهلك هوان إن شئت سبعت لك وسبعت عندهن يعني نساءه وإن شئت ثلاثا عندك ودرت قالت ثلاثا أخبرنا وكيع بن الجراح عن شعبة عن الحكم قال لما تزوج رسول الله أم سلمة أقام عندها ثلاثا وقال إن شئت سبعت لك وإن سبعت لك سبعت لسائر نسائي قال قلت للحكم ممن سمعت هذا قال هذا حديث عند أهل الحجاز معروف أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الملك بن أبي بكر قال لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة أقام عندها ثلاثا وقال ليس بك على أهلك هوان إن شئت سبعت لك وإن سبعت لك سبعت لسائر نسائي وإلا فإنما هي ثلاث ثم أدور أخبرنا أنس بن عياض الليثي حدثني عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام قال لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة بنت أبي أمية أقام عندها ثلاثا ثم أراد أن يدور فأخذت بثوبه فقال ما شئت إن شئت أن أزيدك زدتك ثم قاصصتك به بعد اليوم ثم قال رسول الله ثلاث للثيب وسبع للبكر حدثني محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال لما دخلت أم سلمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ترضع بنت أبي سلمة قال عمار بن ياسر هذه الشقراء تمنع رسول الله أهله فأخذها فأرضعها أخبرنا روح بن عبادة حدثنا بن جريج أخبرني حبيب بن أبي ثابت أن عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو والقاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أخبراه أنهما سمعا أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام يخبر أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها لما قدمت المدينة أخبرتهم أنها بنت أبي أمية بن المغيرة فكذبوها ويقولون ما أكذب الغرائب حتى أنشأ ناس منهم للحج فقالوا أتكتبين إلى أهلك فكتبت معهم فرجعوا إلى المدينة فصدقوها وازدادت عليهم كرامة قالت فلما وضعت زينب جاءني رسول الله فخطبني فقلت ما مثلي ينكح أما أنا فلا ولد في وأنا غيور ذات عيال قال أنا أكبر منك وأما الغيرة فيذهبها الله عنك وأما العيال فإلى الله جل ثناؤه ورسوله فتزوجها فجعل يأتيها فيقول أين زناب حتى جاء عمار فاختلجها وقال هذه تمنع رسول الله وكانت ترضعها فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أين زناب فقالت قريبة بنت أبي أمية وافقها عندها أخذها عمار بن ياسر فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني آتيكم الليلة قالت فوضعت ثقالي وأخرجت حبات من شعير كانت في جرتي وأخرجت شحما فعصدته له ثم بات ثم أصبح وقال حين أصبح إن بك على أهلك كرامة فإن شئت سبعت لك وإن أسبع لك أسبع لنسائي أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سفيان حدثني محمد بن أبي بكر بن حزم قال حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوج أم سلمة أقام عندها ثلاثا ثم قال ما بك على أهلك هوان إن شئت سبعت لك وإن سبعت لك شبعت لنسائي أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن الزهري عن هند بنت الحارث الفراسية قالت قال رسول الله إن لعائشة مني شعبة ما نزلها مني أحد فلما تزوج أم سلمة سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل يا رسول الله ما فعلت الشعبة فسكت رسول الله فعرف أن أم سلمة قد نزلت عنده أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة حزنت حزنا شديدا لما ذكروا لنا من جمالها قالت فتلطفت لها حتى رأيتها فرأيتها والله أضعاف ما وصفت لي في الحسن والجمال قالت فذكرت ذلك لحفصة وكانتا يدا واحدة فقالت لا والله إن هذه إلا الغيرة ما هي كما يقولون فتلطفت لها حفصة حتى رأتها فقالت قد رأيتها ولا والله ما هي كما تقولين ولا قريب وإنها لجميلة قالت فرأيتها بعد فكانت لعمري كما قالت حفصة ولكني كنت غيرى أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا زهير حدثنا محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام المخزومي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج أم سلمة في شوال وجمعها إليه في شوال أخبرنا محمد بن عمر حدثني عمر بن عثمان عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه قال أعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم سلمة في شوال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي حدثني مسلم بن خالد عن موسى بن عقبة عن أمه عن أم كلثوم قالت لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة قال لها إني قد أهديت إلى النجاشي أواقي من مسك وحلة وإني لا أراه إلا قد مات ولا أرى الهدية التي أهديت إليه إلا سترد إلي فإذا ردت إلي فهي لك قال فكان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم مات النجاشي وردت إليه هديته فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية أوقية من مسك وأعطى سائره أم سلمة وأعطاها الحلة أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أم سلمة أن تصلي الصبح بمكة يوم النحر وكان يومها فأحب أن توافقه أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ومعه في ذلك السفر صفية بنت حيي وأم سلمة فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هودج صفية بنت حيي وهو يظن أنه هودج أم سلمة وكان ذلك اليوم يوم أم سلمة فجعل رسول الله يتحدث مع صفية فغارت أم سلمة وعلم رسول الله بعد أنها صفية فجاء إلى أم سلمة فقالت تتحدث مع ابنة اليهودي في يومي وأنت رسول الله قالت ثم ندمت على تلك المقالة فكانت تستغفر منها قالت يا رسول الله استغفر لي فإنما حملني على هذا الغيرة قال محمد بن عمر أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة بخيبر ثمانين وسقا تمرا وعشرين وسقا شعيرا أو قال قمح أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه قال ماتت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم في سنة تسع وخمسين فصلى عليها أبو هريرة بالبقيع أخبرنا محمد بن عمر عن بن جريج عن نافع قال صلى أبو هريرة على أم سلمة بالبقيع أخبرنا محمد بن عمر عن الزبير بن موسى عن مصعب بن عبد الله عن عمر بن أبي سلمة قال نزلت في قبر أم سلمة أنا وأخي سلمة وعبد الله بن عبد الله بن أبي أمية وعبد الله بن وهب بن زمعة الأسدي فكان لها يوم ماتت أربع وثمانون سنة واسمها رملة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس وأمها صفية بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس عمة عثمان بن عفان تزوجها عبيد الله بن جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة حليف حرب بن أمية فولدت له حبيبة فكنيت بها فتزوج حبيبة داود بن عروة بن مسعود الثقفي وكان عبيد الله بن جحش هاجر بأم حبيبة معه إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية فتنصر وارتد عن الإسلام وتوفي بأرض الحبشة وثبتت أم حبيبة على دينها الإسلام وهجرتها وكانت قد خرجت بابنتها حبيبة بنت عبيد الله بن جحش معها في الهجرة إلى أرض الحبشة ورجعت بها معها إلى مكة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد الأخنسي أن أم حبيبة بنت أبي سفيان ولدت حبيبة ابنتها من عبيد الله بن جحش بمكة قبل أن تهاجر إلى أرض الحبشة قال عبد الله بن جعفر وسمعت إسماعيل بن محمد بن سعد يقول ولدتها بأرض الحبشة قال محمد بن عمر فأخبرني أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه قال خرجت من مكة وهي حامل بها فولدتها بأرض الحبشة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن عمرو بن زهير عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص قال قالت أم حبيبة رأيت في النوم عبيد الله بن جحش زوجي بأسوأ صورة وأشوهه ففزعت فقلت تغيرت والله حاله فإذا هو يقول حيث أصبح يا أم حبيبة إني نظرت في الدين فلم أر دينا خيرا من النصرانية وكنت قد دنت بها ثم دخلت في دين محمد ثم قد رجعت إلى النصرانية فقلت والله ما خير لك وأخبرته بالرؤيا التي رأيت له فلم يحفل بها وأكب على الخمر حتى مات فأرى في النوم كأن آتيا يقول يا أم المؤمنين ففزعت فأولتها أن رسول الله يتزوجني قالت فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن فإذا جارية له يقال لها أبرهة كانت تقوم على ثيابه ودهنه فدخلت علي فقالت إن الملك يقول لك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أن أزوجكه فقالت بشرك الله بخير قالت يقول لك الملك وكلي من يزوجك فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته وأعطت أبرهة سوارين من فضة وخدمتين كانتا في رجليها وخواتيم فضة كانت في أصابع رجليها سرورا بما بشرتها فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي فقال الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العز الجبار أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأنه الذي بشر به عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم أما بعد فإن رسول الله كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله وقد أصدقتها أربع مائة دينار ثم سكب الدنانير بين يدي القوم فتكلم خالد بن سعيد فقال الحمد لله أحمده وأستعينه وأستنصره وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون أما بعد فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان فبارك الله رسول الله ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها ثم أرادوا أن يقوموا فقال اجلسوا فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا قالت أم حبيبة فلما وصل إلي المال أرسلت إلى أبرهة التي بشرتني فقلت لها إني كنت أعطيتك ما أعطيتك يومئذ ولا مال بيدي فهذه خمسون مثقالا فخذيها فاستعيني بها فأبت فأخرجت حقا فيه كل ما كنت أعطيتها فردته علي وقالت عزم علي الملك أن لا أرزأك شيئا وأنا التي أقوم على ثيابه ودهنه وقد اتبعت دين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلمت لله وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بكل ما عندهن من العطر قالت فلما كان الغد جاءتني بعود وورس وعنبر وزباد كثير فقدمت بذلك كله على النبي صلى الله عليه وسلم فكان يراه علي وعندي فلا ينكره ثم قالت أبرهة فحاجتي إليك أن تقرئي رسول الله مني السلام وتعلميه أني قد اتبعت دينه قالت ثم لطفت بي وكانت التي جهزتني فكانت كلما دخلت علي تقول لا تنسي حاجتي إليك قالت فلما قدمت على رسول الله أخبرته كيف كانت الخطبة وما فعلت بي أبرهة فتبسم رسول الله وأقرأته منها السلام فقال وعليها السلام ورحمة الله وبركاته أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إسحاق بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي فخطب عليه أم حبيبة بنت أبي سفيان وكانت تحت عبيد الله بن جحش فزوجها إياه وأصدقها النجاشي من عنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مائة دينار قال أبو جعفر فما نرى عبد الملك بن مروان وقت صداق النساء أربع مائة دينار إلا لذلك أخبرنا محمد بن عمر فحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال وحدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم قالا كان الذي زوجها وخطب إليه النجاشي خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس وذلك سنة سبع من الهجرة وكان لها يوم قدم بها المدينة بضع وثلاثون سنة أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز عن الزهري قال وجهزها إليه صلى الله عليه وسلم النجاشي وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون قال لما بلغ أبا سفيان بن حرب نكاح النبي صلى الله عليه وسلم ابنته قال ذلك الفحل لا يقرع أنفه أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو سهيل عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن بن عباس في قوله عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة قال حين تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري قال لما قدم أبو سفيان بن حرب المدينة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد غزو مكة فكلمه أن يزيد في هدنة الحديبية فلم يقبل عليه رسول الله فقام فدخل على ابنته أم حبيبة فلما ذهب ليجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم طوته دونه فقال يا بنية أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه فقالت بل هو فراش رسول الله وأنت امرؤ نجس مشرك فقال يا بنية لقد أصابك بعدي شر أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا أبو شهاب عن بن أبي ليلى عن نافع عن صفية أن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لما مات أبوها أبو سفيان دعت بطيب فطلت به ذراعيها وعارضيها ثم قالت إني كنت عن هذا لغنية لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا أخبرنا الضحاك بن مخلد الشيباني أبو عاصم النبيل عن بن جريج قال أخبرني بن شوال أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن تنفر من جمع بليل قال محمد بن عمر وأطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان بخيبر ثمانين وسقا تمرا وعشرين وسقا شعيرا أخبرنا محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن عوف بن الحارث قال سمعت عائشة تقول دعتني أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند موتها فقالت قد كان يكون بيننا وبين الضرائر فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك فقلت غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحللك من ذلك فقالت سررتني سرك الله وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك وتوفيت سنة أربع وأربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان ابن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي أخبرنا محمد بن عمر حدثني عمر بن عثمان الجحشي عن أبيه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وكانت زينب بنت جحش ممن هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وكانت امرأة جميلة فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم على زيد بن حارثة فقالت يا رسول الله لا أرضاه لنفسي وأنا أيم قريش قال فإني قد رضيته لك فتزوجها زيد بن حارثة أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عامر الأسلمي عن محمد بن يحيى بن حبان قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت زيد بن حارثة يطلبه وكان زيد إنما يقال له زيد بن محمد فربما فقده رسول الله صلى الله عليه وسلم الساعة فيقول أين زيد فجاء منزله يطلبه فلم يجده وتقوم إليه زينب بنت جحش زوجته فضلا فأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقالت ليس هو هاهنا يا رسول الله فادخل بأبي أنت وأمي فأبى رسول الله أن يدخل وإنما عجلت زينب أن تلبس لما قيل لها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الباب فوثبت عجلى فأعجبت رسول الله فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يفهم منه إلا ربما أعلن سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب فجاء زيد إلى منزله فأخبرته امرأته أن رسول الله أتى منزله فقال زيد ألا قلت له أن يدخل قالت قد عرضت ذلك عليه فأبى قال فسمعت شيئا قالت سمعته حين ولى تكلم بكلام ولا أفهمه وسمعته يقول سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب فجاء زيد حتى أتى رسول الله فقال يا رسول الله بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله لعل زينب أعجبتك فأفارقها فيقول رسول الله أمسك عليك زوجك فما استطاع زيد إليها سبيلا بعد ذلك اليوم فيأتي إلى رسول الله فيخبره رسول الله أمسك عليك زوجك فيقول يا رسول الله أفارقها فيقول رسول الله احبس عليك زوجك ففارقها زيد واعتزلها وحلت يعني انقضت عدتها قال فبينا رسول الله جالس يتحدث مع عائشة إلى أن أخذت رسول الله غشية فسري عنه وهو يتبسم وهو يقول من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله قد زوجنيها من السماء وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة وهي أم المساكين كانت تسمى بذلك في الجاهلية أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري قال كانت زينب بنت خزيمة الهلالية تدعى أم المساكين وكانت عند الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف فطلقها أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون قال فتزوجها عبيدة بن الحارث فقتل عنها يوم بدر شهيدا أخبرنا محمد بن عمر حدثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال كانت زينب أم المساكين تحت عبيدة بن الحارث فقتل عنها ببدر أخبرنا محمد بن عمر حدثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال وحدثنا محمد بن قدامة عن أبيه قالا خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين فجعلت أمرها إليه فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد وأصدقها اثنتي عشرة أوقية ونشا وكان تزويجه إياها في شهر رمضان على رأس أحد وثلاثين شهرا من الهجرة فمكثت عنده ثمانية أشهر وتوفيت في آخر شهر ربيع الآخر على رأس تسعة وثلاثين شهرا وصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع أخبرنا محمد بن عمر قال سألت عبد الله بن جعفر من نزل في حفرتها فقال إخوة لها ثلاثة قلت كم كان سنها يوم ماتت قال ثلاثين سنة أو نحوها أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس حدثني عبد العزيز بن محمد عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن الهلالية التي كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كانت لها جارية سوداء فقالت يا رسول الله إني أردت أن أعتق هذه فقال لها رسول الله ألا تفدين بها بني أخيك أو بني أختك من رعاية الغنم
|